اقتصاد

هل يغيّر التصنيف الائتماني السيادي مصير الاقتصاد السوري؟

28
ul

التصنيف الائتماني السيادي مفتاح ثقة الأسواق الدولية، أصبح التصنيف الائتماني السيادي موضوعًا يتصدّر النقاش الاقتصادي في سوريا بعد إعلان حاكم مصرف سوريا المركزي عبد القادر الحصرية عن اهتمام دمشق بالسعي للحصول عgn تقييم ائتماني دولي بعد إلغاء قانون قيصر. هذا الاهتمام يعكس رغبة مؤسسات الدولة في إعادة اندماج الاقتصاد السوري في النظام المالي العالمي وتحسين صورة الجدارة الائتمانية أمام المستثمرين والمؤسسات الدولية.

التصنيف الائتماني السيادي هو تقييم تصدره وكالات تصنيف مستقلة مثل “ستاندرد آند بورز” و“موديز” و“فيتش”، يقيّم قدرة الدول على الوفاء بالتزاماتها المالية وسداد ديونها في المواعيد المحددة. هذا التقييم يعتمد على تحليل شامل للبيانات المالية والاقتصادية، ويعبّر عن مستوى المخاطر التي يتحملها المقرض في حال قام بإقراض الدولة.

تأثير هذا التصنيف لا يقتصر على كونه مجرد رقم أو رمز، بل يمتد ليحدد تكلفة الاقتراض الدولي ومعايير دخول الأسواق المالية العالمية. فكلما ارتفع التصنيف (مثل “AAA”) دلّ ذلك على ثقة أعلى في قدرة الدولة على السداد، ما يؤدي إلى تكاليف أقل عند إصدار السندات وفي الحصول على التمويل الخارجي. بالعكس، التصنيف المنخفض يشير إلى مخاطر أكبر ما يرفع تكاليف التمويل ويحدّ من الاستثمارات الأجنبية المباشرة.

وقد أثبتت التحولات الأخيرة في التصنيفات أن لها تأثيرًا ملموسًا على الاقتصاد، فخفض وكالة “موديز” للتصنيف الائتماني للولايات المتحدة من “Aaa” إلى “Aa1” أثار نقاشات واسعة حول ارتفاع مستويات الدين وعلاقة التصنيف بتكلفة الاقتراض والقدرة المالية للدول الكبرى.

في حالة سوريا، السعي نحو تصنيف ائتماني حتى لو كان في البداية تصنيفًا استشاريًا غير معلَن يُعدّ خطوة استراتيجية تهدف إلى تعزيز الشفافية الاقتصادية وزيادة جاذبية الاستثمار. فالحصول على تقييم يعكس قدرة الدولة على الوفاء بالتزاماتها يمكن أن يشكّل إشارة إيجابية للمستثمرين ويحفز تدفقات رأسمال جديدة طالما أن البيئة الاستثمارية والسياسات المالية تتجه نحو الإصلاح.

من الناحية الفنية، يعتمد التصنيف على مجموعة من المحددات الاقتصادية والمؤسسية مثل نسبة الدين إلى الناتج المحلي، مستوى النمو الاقتصادي، احتياطيات النقد الأجنبي، وكفاءة المؤسسات المالية. هذه العوامل تحدد مدى ملاءمة الدولة للاقتراض وتعكس مخاطر الاستثمار فيها.

ورغم أن الطريق نحو تصنيف ائتماني قوي قد يكون طويلاً ومعقدًا، إلا أن السعي نحو ذلك يعكس تحولًا في أولويات السياسة الاقتصادية السورية، من إدارة أزمة داخلية إلى محاولة إعادة بناء الثقة في السوق الدولية. وإذا ما نجحت سوريا في تحسين بياناتها المالية وتعزيز استقرارها الاقتصادي، فقد يشكّل التصنيف الائتماني السيادي عامل جذب للاستثمارات الأجنبية ويسهم في خفض تكلفة التمويل الخارجي على المدى الطويل.



مقالات ذات صلة

معاون وزير الداخلية السوري

معاون وزير الداخلية يطلع على واقع المتدربين المعادين للخدمة بطرطوس

اطلع معاون وزير الداخلية للشؤون الأمنية اللواء عبد القادر طحّان، برفقة قائد الأمن الداخلي في المحافظة العقيد عبد العال عبد العال، على واقع المتدربين المعادين إلى الخدمة ومستوى جاهزيتهم وانضباطهم في البرامج التدريبية.
0
مجلة ايكونوميست

مجلة "ذي إيكونوميست" تختار سوريا دولة العام 2025

اختارت مجلة "ذي إيكونوميست" البريطانية سوريا دولة العام 2025، ضمن تقليدها السنوي الذي يسلّط الضوء على الدولة التي استطاعت تحقيق أكبر قدر من التحسّن خلال العام.
1
وزارة الخارجية الأردنية

الأردن: إلغاء قانون قيصر يحقق تطلعات الشعب السوري

قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأردنية فؤاد المجالي، في بيان اليوم، إنَّ إلغاء قانون قيصر عن سوريا، يحقق تطلعات الشعب السوري ويشكل خطوة مهمة بدعم جهود سوريا في إعادة البناء.
5
ul

بينهم "أبو عمشة".. أبرز المعلومات عن الأفراد المشمولين بالعقوبات البريطانية

فرضت بريطانيا عقوبات على أفراد ومنظمات متورطة في أعمال عنف ضد المدنيين في سوريا.
27
ul

كيف أثّر "قيصر" على حياة السوريين اقتصادياً وسياسياً؟

عانى السوريون لسنوات عدة من العقوبات الاقتصادية المفروضة على بلدهم والمتمثلة بقانون "قيصر".
51
سيرياون إعلان 7