انتقل مجموعة من السوريين مؤخراً للعيش في لبنان، وبشكل خاص بعد المجازر الأخيرة التي حصلت في الساحل والسويداء.
وجاءت حالة الانتقال بطريقة عشوائية، قائمة على الخوف والهرب مما حصل في مناطقهم، ما جعل طرق دخولهم إلى لبنان معظمها يتم بطريقة غير شرعية، حيث عادت طرق التهريب لتكون المقصد الأول لهم.
ومن جهة أخرى قرر عدد آخر الانتقال إلى لبنان بطريقة نظامية بحثاً عن العمل، خاصة بعد فقدان عدد كبير منهم وظائفهم (الحكومية والخاصة) بعد سقوط النظام في 8 ديسمبر 2024، وعدم قدرتهم على إيجاد عمل جديد أو التكيّف مع المتغيرات الجديدة داخل البلاد.
وقال الشاب حمزة مصطفى لـ Syria one، وهو من مدينة جبلة بالساحل السوري، إنَّه توجه إلى لبنان بعد المجازر الأخيرة التي حصلت واضطره الخوف إلى الهرب تاركاً عمله الذي كان يعيله هو وعائلته خلفه.
وأوضح مصطفى "أعمل في بيروت في أحد المطاعم، بالرغم من أنّني خريج كلية هندسة مدنية، ولكن الآن الحصول على عمل يمنحني راتباً وطعاماً مؤمناً وأن أدفع 100 دولار لسكن مشترك أفضل من البحث عن عمل ضمن مجالي وأنا موجود بطريقة غير شرعية هنا".
وبيّن مصطفى أنَّ وضعه مقارنة بغيره ممن ذهبوا إلى لبنان أفضل بكثير، موضحاً أنّه "يوجد محامون وأطباء وصحفيون يعيشون في ظروف صعبة للغاية ولا يجدون عملاً، وفي الوقت نفسه بعضهم لا يستطيع والبعض الآخر لا يجرؤ على العودة إلى سوريا".
من جانبها، تحدثت آية، وهي فتاة من السويداء، كانت مقيمة في صحنايا، خريجة فنون جميلة وتعمل في النحت والرسم، وانتقلت مؤخراً إلى لبنان، أنَّها "خرجت من صحنايا وسوريا لأن كل شيء أصبح لا يشبهني".
وبيّنت آية أنّ الوضع في لبنان بالنسبة إليها مهما كان سيئاً فهو أفضل من وجودها في سوريا، وأوضحت "بكل تأكيد وجودي في بيروت ليس في أفضل أحواله ولكن هنا يوجد أفق، أستطيع أن أعمل في مجال عملي لاحقاً بدون خوف أو تكفير".
وتابعت آية: "الآن أعمل في محل ألبسة ولكن اتخذت قراراً بأنَّ هذا العمل سيكون مؤقتاً، وإمّا سأبدأ بالبحث عن عمل ضمن مجالي أو سأحاول السفر إلى أوروبا"، وفي سؤالها عن احتمالية عودتها إلى سوريا، أجابت: "علاقتي مع سوريا صفحة وطويتا"، معتبرةً أنَّ العودة بالنسبة إليها "رح تكون المستحيلة الثامنة".
ويعيش عدد كبير من السوريين ظروفاً صعبة في لبنان، من حيث العمل والسكن وتأمين مستلزمات الحياة اليومية، خاصة مع ارتفاع الأسعار وبشكل خاص بمقارنة المصروف في لبنان مع سوريا.
مجتمع
السوريون في لبنان.. بين خوف العودة وصعوبة البقاء
46

مقالات ذات صلة

مجلة "ذي إيكونوميست" تختار سوريا دولة العام 2025
اختارت مجلة "ذي إيكونوميست" البريطانية سوريا دولة العام 2025، ضمن تقليدها السنوي الذي يسلّط الضوء على الدولة التي استطاعت تحقيق أكبر قدر من التحسّن خلال العام.
9

شوربة الماء والحشائش.. اختراعات السوريين لملء البطون وسط مجاعة صامتة
في ظل واحدة من أشد
الأزمات الاقتصادية تدميراً في تاريخ سوريا، تحولت الحياة اليومية لغالبية السكان إلى
معركة يومية
47

لقاء رئاسي يفتح الباب نحو تفاهم لبناني سوري حول الموقوفين
أعلنت الوكالة الوطنية
اللبنانية للإعلام أن الرئيس اللبناني
بحث في اجتماع وزاري حضره عدد من القضاة التوصّل إلى اتفاقية بين لبنان وسوريا
54

افتتاح 15 مدرسة بريف دمشق بعد ترميمها وتأهيلها
افتتحت وزارة التربية والتعليم، بالتعاون
مع منظمة "وورلد فيجن إنترناشونال" 15 مدرسة في محافظة ريف دمشق
36

سكان الشيخ بدر يُحيون عيد البربارة بالطهي الجماعي ونيران التقاليد التراثية
احتفل أهالي مدينة الشيخ بدر في ريف طرطوس، الثلاثاء، بعيد القديسة بربارة، في حضور حشدٍ كبير من سكان المنطقة، توافدوا على إحدى الساحات العامة لإحياء الطقوس السنوية المرتبطة بهذه المناسبة.
66
