خروج المرأة السورية من وطنها لم يكن خياراً سهلاً بل خطوة جريئة في مواجهة مستقبل مجهول.
لكنها رغم كل الصعوبات استطاعت أن تثبت نفسها في بيئات عمل جديدة تختلف تماماً عن سوريا وأن تصبح قادرة على إدارة حياتها المهنية والشخصية بنجاح استثنائي.
صعوبات بيئة العمل الجديدة
تواجه المرأة السورية في الخارج تحديات كبيرة، أبرزها:
عدم الاعتراف بالشهادات والخبرات السابقة، ما يضطرها إلى العمل في مجالات مختلفة عن تخصصها وحاجز اللغة والتواصل الذي يجعل التكيف مع بيئة العمل الجديدة أمراً صعباً في البداية بالإضافة إلى ثقافة مهنية مختلفة مثل أساليب الإدارة وأوقات العمل التي تتطلب تعلم مهارات جديدة بسرعة وضغط العمل وأحياناً ساعات طويلة ما يزيد العبء على المرأة اللاجئة.
التوازن بين العمل والحياة الشخصية
نجاح المرأة السورية لا يقتصر على العمل فحسب بل يمتد إلى قدرتها على تنظيم حياتها الشخصية وموازنتها مع مسؤولياتها المهنية. لتنجح، تعتمد على استراتيجيات واضحة:
1. تنظيم الوقت بدقة واعتماد جدول يومي لتحديد أوقات العمل، واجبات المنزل، والراحة الشخصية، يساعدها على السيطرة على الضغط النفسي والجسدي.
2. تقسيم المسؤوليات داخل الأسرة: في بيئة الغربة، لم يعد العمل المنزلي مسؤولية المرأة وحدها، بل أصبح هناك تعاون أسري حقيقي بين الزوج والأبناء.
3. تخصيص وقت للذات: حتى بمدة قصيرة لممارسة الرياضة أو القراءة أو التواصل مع الأصدقاء، للحفاظ على الصحة النفسية والتركيز.
4. القدرة على التكيف والتعلم المستمر:
تتعلم المرأة السورية بسرعة المهارات اللازمة للتكيف مع ثقافة العمل الجديدة، ما يجعلها قادرة على التفوق في وظائفها وتحقيق الاستقلال المالي.
5. تحديد الأولويات: التعرف إلى ما هو مهم وما يمكن تأجيله يتيح لها الاستمرار دون إحباط أو إرهاق.
إنجازات ملموسة
خارج سوريا استطاعت النساء السوريّات أن يثبتن وجودهن بقوة ويصبحن أعمدة أساسية في مجالات عملهن من إدارة المشاريع الصغيرة إلى العمل في مؤسسات كبيرة وحتى التميز في الأعمال الحرة وريادة الأعمال وقدرتهن على التكيف التنظيم وتحمل المسؤوليات المتعددة يجعل من المرأة السورية نموذجاً للنجاح والقوة خارج وطنها.
المرأة السورية في الغربة ليست مجرد ناجية من الأزمة بل قوة فعّالة قادرة على إدارة حياتها وعملها بنجاح تتخطى الصعوبات وتحقق استقلالها المهني والشخصي في بيئة جديدة، وهي مثال حي على الصمود والقدرة على التفوق رغم كل العقبات.
محلي
المرأة السورية خارج سوريا: التحديات والانتصار على الصعوبات
62

مقالات ذات صلة

اللامركزية السورية.. هل تراها واشنطن مخرجًا سياسياً أم مخاطرة مؤجلة؟
في كل مرة يُطرح فيها ملف اللامركزية في الشرق الأوسط، تعود واشنطن إلى الواجهة بصفتها لاعبًا لا يمكن تجاهل موقفه، لكن من دون أن تقدّم إجابة حاسمة. فهل تدعم الولايات المتحدة اللامركزية كنموذج للحكم، أم أنها تتعامل معها بحذر شديد بعد تجارب إقليمية مكلفة؟ التصريحات الأميركية الأخيرة، ولا سيما الصادرة عن مبعوثيها ودوائرها الدبلوماسية، تكشف بوضوح أن واشنطن لا ترى في اللامركزية وصفة جاهزة، بل خيارًا إشكاليًا تحكمه الشروط والسياقات.
11

أزمة الإيجارات في سوريا.. "عندما يصبح الاستقرار ترفاً!"
يشهد سوق الإيجارات
في سوريا ارتفاعاً غير مسبوق في الأسعار، وسط تفاوت كبير بين المناطق
14

الدولار يفرض هيمنته… والليرة السورية تتهاوى تحت وطأة تضخم لا يرحم
في مشهد بات مألوفاً عبر أسواق سوريا، لم يعد الدولار الأميركي مجرد عملة أجنبية، بل معياراً فعلياً لتسعير السلع والخدمات، حتى حين يُسدد الثمن بالليرة. هذا التحوّل، المعروف بـ"دولرة التسعير"، لم يعد رفاهية تجارية، بل انعكاساً صارخاً لأزمة اقتصادية مستفحلة تهدد استقرار حياة الملايين.
43

تفصل بينها أسابيع فقط!.. سرقتان تهزان مؤسسات التراث السوري
أعلنت المديرية العامة
للآثار والمتاحف السورية عن تعرض مركز الوثائق التاريخية، في قصر العظم بحي سوق ساروجا
بدمشق، لعملية سرقة
39

الإنفلونزا الموسمية تسيطر على المشهد الصحي في سوريا
أعلنت وزارة الصحة أن بيانات نظام ترصد الإنفلونزا
الوطني تُظهر استمرار التزايد في حالات الأمراض التنفسية الحادة في سوريا خلال الأسابيع
الأخيرة
48
