لم تُزين شوارع العاصمة السورية دمشق حتى الآن بألوان عيد الميلاد في تحوّل لافت يطال أحياءً كانت تُعرف بالسابق بتنافسها في عرض أبهى أنواع الزينة خصوصاً في مناطق مثل باب توما والقصاع وباب شرقي
وذكر مراسل Syria One بعد جولة ميدانية أن الأحياء ذات الغالبية المسيحية لم تُشهَد فيها أي مظاهر احتفالية تُذكر لا شجرة عيد ميلاد ولا إضاءة تقليدية على عكس السنوات الماضية التي كانت تشهد سباقاً بين السكان لعرض الزينة بأبهى صورها.
وأفاد سكان محليون أن غياب الزينة يعود إلى مزيج من المخاوف الأمنية وحالة الحداد التي لا تزال تسود المشهد العام
وأشار البعض إلى تهديدات أمنية طالت كنائس في الفترة الماضية إضافة إلى حوادث تكسير للتماثيل الدينية أبرزها تماثيل العذراء مريم ما ولّد شعوراً بالترقب والحذر
وأضاف آخرون أن ذكرى التفجير الإرهابي الذي استهدف كنيسة في منطقة الدويلعة قبل أشهر وأسفر عن مقتل العشرات من المدنيين لا تزال حاضرة بقوة في الوعي الجمعي ما جعل الاحتفالات العامة أمراً غير وارد في الوقت الحالي
زينة متأخرة بمظهر قديم؟
في المقابل قال عدد من السكان إن التزيين قد يبدأ قبل أيام قليلة من العيد لكنه لن يكون بالشكل المعتاد
وأفادوا بأن الزينة المُتاحة ستكون قديمة نتيجة الظروف الاقتصادية واللوجستية التي تحول دون تجديد ديكورات الاحتفال السنوية
ويُعد غياب زينة عيد الميلاد في دمشق حدثاً نادراً إذ اعتادت المدينة على استقبال الموسم الديني بأجواء بهيجة حتى في أشد سنوات الأزمة توتراً
ويُنظر إلى هذا الغياب كمؤشر على تداخل عوامل أمنية اقتصادية واجتماعية، تلقي بظلالها على الطقوس الدينية والثقافية المرتبطة بالعيد






